العيون ناشْفة
والشعّالة مْلَهَلْبَة
النوّارة راعْفة
والنحلة مْتَرْبة
الضرُوبَة عاطْفة
والارض مْـﭭلْبة
الغربان طايفة
والـﮕـْنايزْ مْسَرْبة
البكْمَة جايفة
والعيْن مخَربة
الغيوم تالْفة
بين لَمْهل والزّرْبَة
- يا زارا ......
عقلك ما بْغاش يثُوب
وزاد هياجُو
زمانك
مقلوب .
- يا فْريد ... يا عطّار
النصيحة ما تقتل ما تحْيي
وقلبي بالفْجيعَة محْلوب .
- يا زارا
غير ﭭول ما عندك وسير
سُوسْ المزِيوْدة وسير،
ولِّي نحلة ولِّى فْريّخ
الْبَس الريح وطير ،
الْبَدْ – ف مزْنة
أو ... شم التراب يوم تْحير ،
النّاطق بسرنا يتَّبْلى
غير بوح وْسير .
الما يمْحي لَلْواح
والصلصال فْراش الحروف ،
السؤال طْريق ف لجْراح
واللاّمة كُبّة من الصوف ،
السّر بين السطور ارتاح
قلت نغْطس ونْشوف ،
زوّلت لحجاب
اعْماني النّور .. ساح
زال المحجوب
بان المكشوف ،
النّاطق بسَرْنا يتّبْلى
غير بُوح وسير .
الما .... ستْرة وحْجاب
الما .... والْدَة وكتاب
الما تايه هازْ حَمْلو
وما لْقى لَمْصب ،
الما جذبة وحال
وساكن حفرة ف لْقلْب .
الما ... خْرج من الرّوح
دايرْ غوفالة ،
وانا ... دمعتي بسرّي تْبوح
كفني مخبياه الدّربالة .
كان عندي عشير
زارْ ومْشى
وانا ... زرت وبْقيت ،
ذاب ضوُّو
وانا بين سْماها وماها
اتلّيت ،
بْغيت شلّة ( ....)
وكنت جافل ف زمان مْقيت ،
ما تقّفْني غير الحكْمة ولحماق
وف جرح الحكمة بْقيت ،
نْشالي عَ لْريح
والجرح فراش ليه صدِّيت ،
الصمت فْراش وجَنّة
والجسد قبر إيلا ما حبّيت .
الناطق بسرنا يتبلى
غير بوح وسير .
- يا فريد ... يا عطار
الصمت حجاب ،
والْما حجاب
والعين حروف التراب ،
الحب بْخور إيلا حْضر
ونار زاندة إيلا غاب .
شوف بين الرْموش واجْلالة
وبرّح ما عليك مْلامَة ،
يا السّايـﭭين في الرْمالي هاذ السْفينة
شوفو الفيران علامة ،
الوقت بشَّر
بالسلهام والدفينة
ما سلّم حتى قال بالسلامة ،
هاذ الارض وزّعْتِيوْها
وهي مينة
إيلا تطرْطْقَت ما عْلينا مْلامة .
انتوما وناسْنا مْتاوين علينا
البلاد زْنيـﭭـة
ترعى
فيها بـﭭرة الرْوامَة ،
وحْنا حابْسين البكْية بسنِّينا
سرقتو منا الضحكة
سرقتو لمْنامة ،
وزّعتو الفرح بجناوْحو
ملَقَّم بالدولار ف كْثامة ،
اكتب وبرّح يا فريد
انت
والبوهالي
ماعليكم
مْلامَة .
- يا زارا كلامك صباح
نجمة الفجر
عكّازْ الطريق ،
والسر من الشوفة فاح
بينّا لما زاهَر
والقلب للمحبة طْريق .
اللي يبني بالحجر
ماشي بْحال اللي ينقشْ فيه ،
اللي يسَمَّر لْعَوْد
ماشي بْحال اللي يتْبُورد بيه ،
اللي يزرع كلامو
وبذاتو يرويه ،
ماشي بحال اللي يشد كلام الناس
ويعاود فيه .
القصيدة طرفْ منّك
وانت طرف فيها
شْعا
حْريق برْ قَة
بَرَكة
ضحكة شهقة
تْهتْهيت
حْماق شرْ قَة
رجْفة
خزْرة سهْوة
شُوفة
عَيْطة نشوة
سكْرة
زلْـﭭـة شَهْوة
غمْزة
فرحة رَعْشة
هْياجة
تْفَدْفيدة
نكسة
دوخة
رﭭـدة غضبة
تبْنينة
رعـدة غيْبة
فْياق الليل
حلم لَفْياق
صورة محبوسة ف الْبال ،
تْبوريشة
نغصة
جذبة وحضرة الْحال .
لَمْعاني حاجبة كِ مّاليها
والسر تدْفن ف لقلب
سَم الحكمة يسقي الروح
وشهد الجْهالة
ورد نايض بين الجروح
حب لْمال ما مالح
ما يزيد غير اعْطش
والشر بين سوانْتو يفوح
اسقيني ف لكف
را الذات صيف وكلامك شْتا
واللي ما يتْقال خْريف يْطيِّب الشتا
- يا فْريد ...
العاشق ملاَّل
نحلة ترعى
وانا مْناقَش ف لكاس
مع وعدي .
اللّي ما جدّد عشقو
يْديرو ف ثابوت ويْقَبْلو
الحب يبلى
يرشى ويصدّي .
عشقي مَ لْواد لْهيه
ف خلوَة
الريح تهدف فيها وتْعدّي
وخلوتك وْرا لْواد
تْنُج الحكمة وتْسَدِّي
خلِّي بالك من الخلوة
را المدينة تدّي وتودِّي
ابصَقْ على سْوارها
تْوسّع ف كفها
ارجع لصْباغتك
وسلكة لْمدينة مْحيها
تلَّفْها
الكازيطات قْوادس لْواد الحار
ولْمدينة وْزين
من الشَّهْوة مْكرطْنة
فيها الروح ف لْفِيتْرينا
فيها لْحلم ولَّى يْراوغ
فيها الإنسان بْهَت
اكْشف لونو
ولَّى بْيَاسة في مكينة
لقْرودة تخْطب
وحرَّازْ لبْحاير ب لانْطِير
ولكلام مْجَلَّجْ
واجد مْسَتَّفْ
بيع وشرا
تُوتي وُغْنا
فيه لمدينة زْوينَة
والزين زواق وشوفْ
اللي ما شرى يتْفرّج
ولْمـﮕْرِبّي
يعتر فيها قبل ما يخلّفْ
يا فْريد ...
شَفْت ف لغيبة ولْحضْرة
شفْت ....
الشْجَر ضحكة
وسط السِّيمة العابْسة
بنْيابْها تتْغوَّلْ
الحيوط كفن
والذات غربال من الرْمَل
العناكب والذْبابن ليها مجذوبة
لا تْسال لا تْسوَّل
جْذَبْت ف هاذ الغابة من السّيمة
الخاطرْ فيها لْكُورانْدِير
وف رجلي لكْبَل
شفْت لْكذّاب ينفُخ الّريش
يكْحُب في أول كْلامو
ولْفُوحان ديوانة ف سْلامو
شفت لمدينة تْفَوْهت
شفتها امْرة واجْدة
كسْدة مزَرْقْطة
منْقْطة بالسِّيما ولحْديد
مْقَرْدة ـ تِلاَوْتها رادْيو
مْحَزْمة بْصنَادق لوقِيدْ
كلها وحَبْسو
الغريب ما عندو فين يْزيد
المدينة عُشْ عنكبوت
طرْقانْها سْكاكن ماضْية
وانت خْروف لْعيد
شفْتها غابة من الجدْري
البالي فيها خارﭪْ الجديدْ
كنت واحد
وولّيت بَزَّاف
وسْط الجماعة نكون سايحْ فْريد
تْبلَّدْت
ولِّيت غربال مجلّدْ
غربْلو بيّا لْما
ونشْروني ﭭدِّيدْ
شَفْتْها ...
عمارات من الريح
سْفونْها من لمُوج
وكَرْشْها غادية وتْزيد
- يا زارا
بيناتْنا الما راقَد
خفْت نْحرْكو يْبان خْواضو
ف القاعْ السّر جامَد
آشْ هدَّن الرَّاﭭَد
بعد نْواضو
أنا راجع لْخلْوتي عاقَد
وانت راجع لزمانك
غاطس ف حْواضو
هاكْ الزّاد
ولا تْدير ميعاد
كُن سْمار وتَّحْنى
إيلا عْطشْت وغْراك لْما
كن شطْبَة
اصبَر للعطش
إيلا نفسك مْزاحْمة
كن نخْلة
لْباسْها ريح
ونغْمَتْها ثَمْرة
ماشي لوَّايَة بوحاطِيَّة
عَ لْما تْلُوب كِ لْحيّة
الطفل في زيادْتو
اعْطاوه التقاعُد
قالوا له بقى ثَمَّة ....
الكرْمة باش تْعَلِّي وتْجَحْجَحْ
وغَلّتها تجي بْنِينة كِ لْحكْمة
ازْبَر من جْنابْها سرّاق لْما
العشبة بين لْحَجْرة وختْها
شقَّت طْريق للنُّور
هازَّة راسْها للسْما
لكلام بنّة ونغْمة
فيه لْماضي
وفيه لْحافي
فيه المفْروش
وفيه لْخافي
الكلام سِحْر
كيَّتْ اللِّي ما ...
ف دْواخْلو قَلْب
يْتَرْجم لْمعاني
ويسْقي لْحَلمة
يلبَّسْها من نفسُو مْراكَب
تعوم به ف السحاب اعْمى
وتنزل ذاتو
مغْروسة في التْراب
مْتايْبَة مْسَلْمَة
....
توسَّد سْحابة
شَقْ لـﭭمْرة
ازرَع لعنْتَك فيها
وطَلْ عَ لْدَّنْيا
تلقاها بْلا ناس
كذبة .. الريح يصوط فيها
يا زارا ......
عَيْنيك سَفَر طْويل
وسطْ غابة
وبسمْتك طريق
بين سْحابة وسْحابة
جنْبك الرِّيح ... تمْشي
كِ شي فْقيه متمَّر
لْكتاب لَحْيَة
قْرايْتو مَشْطة
وفْهامْتو عْطر
الْما إيلا تحرّك قاعُو
حُوتُو يسْهال صْيادُو
يا زارا ..... هاكْ الزَّاد
الجبل كتْهز عينيك لَعْلوه
والنملة كتَّحْنى ليها
السعادة فراشة من الضّو
فوق بْحر من الظلام
لغْمام حْجاب
ولْكْلام وجه بنْـﭭَابو
لْغْمام يطعنو لْبَرق كِ السكِّين
وانا بالمحبّة ملْسُوع
نحلة لمحبّة لاسْعاني
كفْني غْواها
حفْنة من التراب حياة
طيور من المعدن تْحوم
بعْوافيها
النار ولاّتْ رْياض
وتقْلب سْفاها على عْلاها
- يا فْريد ....
لعقول بخْرُو لمْقابر بيها
والنفوس سِيرَاوْ الصْبابط بيها
ولمحبة طفل
إيلا خْرج يْضيع
التَلْفة ظَلْ – سرْ يحميها
شوف الصّنم
بطَرْبوشو ماشي
والسيّاشي روبو معمّر
والصحافي حْبل التَّصْبين راشي
المحبة بحر يعانقك بمْواجو
يْهَبْلك طْياحو
ويْسَلْسْلك هياجو
لمحبة كاس
تدَوَّر الرَّاس
لمحبّة هْبال
سفينة من الضْباب
ما تشوف غير وليفك
شعا بين ضْلوع السحاب
كلمة ضاوية
مدفونة في عروق لَكْتاب
رْﭭَاد طفل
ف كف معجونة من لَخْمر والتْراب
المحبة ....
تنْحت الظّل من بيت النار
المحبة .....
تْفجّر لْما من السْراب
تخلّيك تنْعس حال عينيك بين الناس
وتْفيق ملّي تنعس الناس
ذات واحد فينا
موزعة بين الناس
تجمع قطرة ذايْبة
في خْتْها ف الكاس
فراشْ وغْطا من الإحْساس
وكنز النّور محجوب ف الراس
لجرح شَوْشو به لمْحبّة
تاوْمُوها بيه
سْقاوها الْهَم والْباس
ولمحبّة فرْح يْهَدَّم
خيام الهَم وليّاس
وشْجار لحْديد
بالمحراث والفاس
- يا زارا ....
إيلا ما قدرت عَ لْخير
لا تدِّير شر
إيلا ما عرفت محبّة
لا تكره الناس
- يافْريد ....
اللي تْبلى بظلمو
وقهرو للناس
ويزيد لَـﭭْدى في بيت النار
بْلا قْياس
بحال هذا إيلا كْرهْناه
مافيها باس
- يا زارا ....
الزمان طريق
نثْوة فيها التْلاوي
النهار بالنَّظَّارة والتَّنْفيحة،
والليل زلزال
الليل سَتْرة
لْموت فيها لابْسْنا
ف كاس ، في فراش ، ف ريحة .
الزمان نْسر ف فَمُّو حيّة
صَارطَة جْرانة
والجرانة صارطة نحلة
والنحلة بَلْعت الروح م لْوردة
والوردة عطشانة بين لحْجَر،
والحجر فيه صَمْت لْحُكاما
العزلة خاواتو مع لَقْبر،
ولْما جْماعة معجُونة
ساتْرة ف لْقاع
شلَّة من سَرْ .
قبري ظَل ف لْما
ولْبحر حاط عيْنو
ما تعرف آش فراسو
طالق دراعو قْناطر،
شْفارو ظَل عليك
وسَرِّي ﭭيد
مْكبّل لْخاطَر.
يا زارا ... هاك الزاد
الحروف تْرُد لَحْديد ف لكفْ شْمَعْ
الباين فيها يغْبر
الحروف بْحر
عرصة كبيرة
سارُوتْها ف عَيْن
وريحة النّشيد مَ لْحجر
تَزْهَر.
من شاف لْغَابْر لَبْساتو لَسْرار
الحروف فيها قَضبان وُسْوار
الحروف سْوارت وانْوار
الحروف دم
يعتَقْ من عْناكب ليّاس
الحروف عْزا ودخّان
الحروف قنديل ف عماق لَبْحر
الحروف كذبة
الحروف هي لْما
إيلا جذْبان .
- يا فْريد ....
الحرف تالف
الغِيلان محَوْطاه مْزاحْمة
والنبّاحة قالْبين له لَمْجاج ،
الحرف شايَف
واحد فُوقْ راسو
زَرْواطة الديمقراطية
مْنَوْضة لَعْجاج ،
وواحد تحت رَجْليه
مقَابَرْ الحيِّين
والزُّعامة يا حسرة ....باعْ
كيف النْعاج .
الحرف هْبيل طَاج
شاف مُول كل شي ....
الأرض والسْما
التْراب ولْما
القاصَحْ وُ لَهْوا
النُّور والظّلمة
الموت ولْحياة
التْواسَع والزَّحْمة
الزْلْط والنعْمة
الصحّة والرّزْمة .
يافْريد
لْعاقل سْكاتو خَاتم
والجّاهل مُخُّو ﮔُومة ،
لكْلام الرّاشي
يضُر ف لقلب
بحال الزيت المسمومة .
آرا الزّاد
وخوذ لَعْوين .
يافْريد .....
هاذ الجّيل ضربوه
حتّى خْرج لْما من روحو
داير غوفالة ،
وانتَ ما زال مْعوّل تنصح
وُ كفنك دايرو دربالة .
يافْريد... يافريد
لْعربون باين
والدَّنْيا مزحومة ،
والنصيحة ما تقتل ما تحْيي
وفين مشيت
لْحْيْتك مَرشومة .
..........
.......
.......
سمعتو ما قال فْريد
سمعتو ما قال زارا
ولْما بِيناتْنا شاهَد
كُلها ويقرا ما فيه
وادْ نابعْ من جْبل حْكيم
عينو سَاهرة
الجلالة حايطة بيه
وانا ....
غير مْسَيَّحْ بوهالي
مْخَوَّض لي لْمْجاج
ركَّبت لْباب
ونْتوما ...عْليكم بَالرْتاجْ .
الرباط 1991
زارا : زارا د شت
فريد : فريد الدين العطار.